Admin ADMIN
عدد المساهمات : 1410 الرصيد الشرفي : 11 تاريخ التسجيل : 24/01/2013
| موضوع: مختارات من روائع الشعر العربي الفصيح الأحد يناير 27, 2013 6:53 am | |
|
عودة المغترب
ألفيتُ منزلَهـا بوجهـي موصـدا = مـا كان أقربـه إليَّ وأبـعـدا كلَّت يداي على الرتاج، وعربدتْ = في سمعِيَ المشدوهِ قهقهة الصدى ما كنتُ أحسبُ أن أطوفَ به على = غصص النوى وأعودَ عنه مُجهدا فكم اختزلتُ حـدودَ دنـيانـا على = أعتابه وكم اختصرتُ به المـدى
****************************
ما بالها تصغي؟ -وأحلف إِنـها = تصغي- وتأبى أن تردَّ على النّدا؟ أَخَبَتْ نجومي في مدار لحـاظـها؟ = فتساوت الدنـيا لديها مـورِدا ؟ ليسـت بـأول بـدعـة أوجـدتُها = وأضعتُها عبر الضلالة والهدى وحملتها ذكرى ولم أُرْخِـصْ لهـا = عهداً ، أَأَشقى عهدُها أم أسعـدا؟ الذكرياتُ .. قطافُ ما غرستْ يدي = كَفِلَ الحنـينُ بقـاءَها وتعهَّـدا هي كل زادي هوَّنَتْ صعبَ السَّرى = ورمتْ على قدميّ غطرسةَ الردى كم نعمةٍ شـَمخَـتْ عليَّ فهِجتُـها = وشربْتُ نزفَ جراحها مُسْتَبْرِدا وكم استخفَّ بيَ الهوى فصلبتُـه = وركعتُ تـحت صليبه متعبـِّدا وتقاتـلتْ فيَّ الظنـونُ وطابَ لي = في حالتـيـها أن أُذَمَّ وأُحمَـدا جئتُ الحيـاةَ فـما رأتـنيَ زاهداً = في خوض غمرتها.. ولا مترددا إني فرضـتُ على اللـيالي ملعبي = وأبيتُ أن أمشـي عليه مُقـيَّـدا يا غربتي .. كم ليلـةٍ قطّعـْـتُها = نِضـْوَ الهموم على يديك مُسَهَّدا أطـمعتِـني في كـل حلم مترف = وضربتِ لي في كل أفق موعِدا فوقـفتُ أقتـبلُ الرياحَ وما درتْ = من كان منا العاصفَ المتـمردا ومضيتُ .. أنتعلُ الغمام وربـمـا = أشفقتُ خدَّ النجم أن يتجـعـدا وأطلتُ في التّيـه المُشـِتِّ تنقـُّلي = وحملتُ ما أبـلاه فيَّ وجـدَّدا ورجعت أستسقي السـراب لسروة = نسيـتْ لياليها حكايات الـندى فكـأنـمـا المجـد الذي خلدتُـه = لـم يكفني فأردتُ مجداً أخلـدا ما أكرم الـوتـر الذي أسكـتـُّهُ = لأجُرَّ أنفاسـي عليه تـنـهُّـدا كم سـلسلت فيه الشموخَ أنامـلي = ورمتْ به سمعَ الزمان فـردَّدا خلع الفتونَ على الشجون وصانها = من أن تهون ترجُّـعاً وتوجُّـدا أهـفـو إليـه وما يزال غبـارُه = متجمعاً فـي صـدره متلبـدا أفديـه بالبـاقـي من السلوى إذا = أرجعـتُه ذاك اليتيـمَ المفـردا
*******************************
يا غربتي أشجاكِ طول تـلفُّتـي = صوب الديار تهالـكاً وتجلـدا أتَعِبتِ من نظـري إليكِ معاتـباً ؟ = ومللتِ من صخبي عليكِ مندِّدا؟ ذاك التـجـنِّي لم تطـيقي حمـله = مني، ولم تتوقعي أن ينـفـدا أطلقتِنـي .. وتبعتِني.. وأريتِنـي = ملءَ الدروب خيالكِ المتـوددا أنا عند ظنكِ سادر في مـوطـني = أزجي خطايَ على ثراهُ مشرَّدا وأغـضُّ من طـرفي حياءً كلمـا = عدَّدْتُ أعراسي عليه، وعدَّدَا أيامَ تـستـبـق الرجـالُ نـداءه = وأشقُّ موكبَـهم فـتيِّياً أمـردا وبـناتُ كلِّ عجـيبـةٍ ، مجلوةٌ = رصداً على هضباته متوعـدا كم علَّمَتْنِي أن تـدوسَ جـباهَهَا = قدمي ، وكم علمتها أن تحـقدا لعبتْ ببرد صبـايَ بيـن جراحه = فالتفَّ حول ثخينِهِنَّ ، وضمَّـدا تـأبى البـنوَّةُ أن أقـول وهبتُـه = وتركت كل هبات غيري حُسَّدا أَأَمُـرُّ منه وصاحبايَ كهـولتـي = والعنفوانُ ، ولا يمدُّ لنا يـدا ؟ أنا ما شكوت على اللقاء صدودَه = عني، متى صدَّ الكريمُ تعمُّدا ؟ تـلك الـذوائبُ من لِدَاتي دونـه = رمحٌ تكسَّرَ أو حسامٌ أُغـمـِدا أخذتْ بناصيتيه أيـدي عصبـةٍ = كانت على سود الليالي هجَّـدا جـاز الزمانُ بها حدود مجونه = فأقام منها كـلَّ عبدٍ سـيـدا تشقى العلى إن قيلَ كانت جندَها = مـا كان للجـبناءِ أن تتجنـَّدا نظرتْ إلى شرف الجهاد فراعَها = فسعتْ إلى تعهيره، فاستشهـدا مـن كلِّ منْفضِّ السبيل ِ، لقيطِهِ = شاءت به الأحـقادُ أن تتجسّـَدا عقد الجفونَ بذيـل كـل سماوةٍ = وأراد ملعبَها كسـيحاً مقـعـدا العـاجزُ المقهـورُ أقتَـلُ حيلةً = وأذلُّ منطلَقاً ، وأنـذلُ مقصِـدا نشر الخسيس من السلاح أمامه = واختار منه أخسـَّه ، وتـقـلَّدا وحبا إلى حرم الرجال، ولم يذُقْ = من قُدسِ خمرتهم ولكنْ عربـدا وافتَنَّ في تزييف ما هتفوا بـه = وارتدَّ بالقِيَـمِ الغـوالي مُنْشـِدا البغيُ أروع مـا يكـون مظفراً = إن سُلَّ باسم المكرمـات مهنَّـدا لا يخدعنِّكَ دمعُه وانـظر إلى = مـا سال فوق أكفه ، وتجـمَّدا لم تشربِ الحُمَّى دماءَ صريعِها = إلا وتكسـو وجنـتـيه تـورُّدا
******************************
| |
|
أبو القعقاع ADMIN
عدد المساهمات : 460 الرصيد الشرفي : 17 تاريخ التسجيل : 26/01/2013
| موضوع: رد: مختارات من روائع الشعر العربي الفصيح الإثنين فبراير 18, 2013 5:01 pm | |
| | |
|