كونى منطلقه لا مطلقه

كونى منطلقه لا مطلقه

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

منطلقة لامطلقة !!
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه :
أبث إليك غاليتي المطلقة ببعض الرسائل التي خرجت من قلب محب مشفق لست بصدد الحديث عن عواقب الطلاق ومساوئه فقد وقع الطلاق وانتهى الأمر ، إنما حديثي اليوم بـ((ماذا بعد الطلاق))؟
فسأهمس إليك ببعض الهمسات والتي أسأل المولى أن تكون لكِ دواءً شافياً وعلاجاً نافعاً .
أختي المطلقة ...قبل ولوجي في صلب الموضوع أحببت أن أقدم بتقدمة مهمة ، فارعي لي سمعك وأصغي إلي بفوائدك ، فعلكِ أن تجدي النفع في كلمات قلب محب .

((أنتِ ناجحة))
غاليتي أنظري لنفسك نظرة إيجابية ، وإياكِ ثم إياكِ والإحساس بالفشل ، ولاتستجيبي أبداً لبعض التصرفات أو الهمزات واللمزات التي قد تصدر من البعض ، ممن يصمونك بالفشل فأعلمي أخيه أنهم هم الفاشلون ولستِ أنت!! فالفاشل هو من ينشغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه ، الفاشل من يتتبع عورات الآخرين ويغض الطرف عن عوراته ، ثم من الجرم أن تقتلي نفسك من أجل أناس لايمثلون شيئاً قلوا أو كثروا!
فأنت لست فاشلة ، بل اشتريت نفسك وأعتقتيها وإن غلا الثمن وارتفع !

((التزمي الصمت))

إياك حبيبتي أن تتكلمي عن ((طليقك)) ثلباً أو سباً ، بل قولي خيراً أو اصمتي واجعلي نصب عينيك ((ولاتنسوا الفضل بينكم )) نعم الجرح غائر ، والألم عظيم ! لكن وقوع الطلاق أو الانفصال لايعني أن نطلق العنان لألسنتنا فمهما حصل :
يبقى هذا الرجل زوجكِ سابقاً ، فلاتنسي الأيام الجميلة التي قضيتموها معاً ، ويبقى هذا الرجل أب لأبنائك –إن كان بينكم أبناء- ومن المؤسف أنني رأيت عائلة بينهم وبين أبيهم قطيعة دامت ولازالت سنوات بين الأب وأبنائه والسبب أن الأبوين أطلقا لألسنتهم العنان ، واستبحا أعراض بعض.
لن يتركك الفضوليين فإنهم سيحاولون بدهاء وخبث أن يستخرجا منك الأسباب ولكن ردي عليهم برد واحد ((لم يكتب الله بيننا التوافق!!)) فالكلمة الطيبة لايندم عليها أحد بخلاف الكلمة الخبيثة ، فلا تجعلي من نفسك فاكهة المجالس!
وقد سئل أحد السلف عن أهله بعد الزواج فقال: سبحان الله! كيف تريدوني أن أتكلم عن عرضي ، وبعدما طلق سأله الفضوليين عن أهله، فقال: سبحان الله ! كيف تريدون أن أتكلم عن امرأة أجنبية عني !


((كوني قوية ))
واجهي هذه الأزمة بقوة وحكمة وإياكِ أن تكوني ضعيفة لا تفلحين بشيء سوى التشكي وإظهار ضعفك أمام الآخرين ، واستدرار تعاطف الآخرين كي يكونوا بصفكِ !!
أو لأي سبب ، ثم إني أتسأل وإن تعاطف معك الآخرين ، فماذا ستكسبين !!؟
بل كوني قوية ولاتظهري ضعفك لأحد وأعلمي أن تعاطف الناس لن ينفعك سواء كانوا معك أو كانوا ضدك ، فأنت لست بحرب !
ثم ماذا سيكون انطباعهم عنك ؟ سأترك الإجابة لك !

((أفرشي سجادتك))
فلايوجد شيء يعين الإنسان على مواجهة الأزمات كالعبادة والاستعانة بالله فقد قال المولى جل في علاه { واستعينوا بالصبر والصلاة }فالعبادة تعطي الإنسان شعوراً بالراحة والطمأنينة ، ويشعر بقربه لله ، وهو الأوحد عز وجل الذي سيعينك على مواجهة هذه الأزمة فلو اجتمع الناس جميعاً لينفعوك فلن ينفعوك إلا بأمر الله ، ولو اجتمعوا جميعاً ليضروك فلن يضروك إلا بإذن الله ، فاستعيني بالله ، وبثي همومك له ولاتبثيها للعباد فالعباد لن ينفعوك بشيء ، فهم سيكونوا أحد أثنين إما محب مشفق يود لو يساعدك بشيء ولايستطيع! وأما حاقد حاسد يتشمت بك ! فنصيحة أخت عودي نفسك أن لاتبثي همومك إلا لله إنك إن فعلت ذلك فستشعرين بقوة عظيمة وراحة وسكينة بل ستشعرين بحقارة مايصيبك ، وسيلقى في روعك أن همك كشف وإن لم يكشف.

((ارضي بقضاء الله))

أعلمي غاليتي أن ماأصابك لم يكن ليخطئك وماأخطئك لم يكن ليصيبك
فهذا قدر قد وقع عليك قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ، إذاً فلماذا التسخط ؟
فاستسلمي لقضائه وقدره وأعلمي أنه لايوجد من هو أرحم عليكِ من الله
فقد يقع عليك هذا المكروه لكن قد يجعل الله فيه خيراً كثيراً ((وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لاتعلمون))
وقد يكون مع هذا الكرب الفرج والسرور ،وقد يكون بعد الضيق فرجا ، وبعد العسر يسرا ، وبعد الهم مخرجا
فلاتعلمين أخيه ...قد يقلب الله هذا المحنة لمنحة ، ويجعل العسر يسرا
ولكن ثقي بالله وأحسني الظن به ، فهو وحده القادر على تفريج مابك
وإياكِ ...ثم إياكِ وشكوى الله للعباد ، فقد يقع الواحد من حيث لايشعر بهذا الأمر
عندما يتسخط ويتبرم من أقدار الله
فيشكو الخالق للمخلوق ! ويشكو القوي للضعيف
فعودي نفسك أن لاتشكي الآ لله ، ولاتبثي همومك الآ له وحده تبارك وتعالى .

((املئي فراغك ومارسي هواياتك))

سدي فراغك وأمليئه بما هو نافع ولاتجعلي عندك فراغاً فقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم ((نعمتان مغبون عليهما كثير من الناس الصحة والفراغ )) فاشغلي نفسك ووقتك وجهدك بكل ماهو نافع :

مارسي هواياتك ، وتعلمي لكِ صنعة نافعة ، إن لم تكملي تعليمك فهذه أنسب فرصة لكِ فالعلم يزيد الإنسان رقياً ويكسبه الحكمة لاسيما العلم الشرعي ، ولايوجد شيء تملئ به فراغك كخدمة الدين ، وطلب العلم والدعوة إلى الله ففيهما السعادة ، وربح وفاز من ملأ وقته وفراغه بذلك وقدم لدينه وآخرته شيئاً لأن هذا هو الباقي لابن آدم قبل رحيله .

((اهتمي بنفسك وإياكِ تنعزلي))

وقوعك في الطلاق لايعني أن تهملي ذاتك وتهملي نفسك ، بل اعتني بنفسك وجمالك وصحتك فقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي ((إن لنفسك عليك حقاً)) وكوني دائماً في أبهى صورة وأجمل منظر لالشيء سوى إرضاء لنفسك فالمرأة قد فطرت على حب التزين والتجمل ، ولايعني ذلك الإفراط بل كوني معتدلة في كل شؤونك والأهم تجنبي المحرمات في الزينة من نمص وتبرج وغيره .
وإياكِ أن تنعزلي بل احرصي على حضور الإجتماعات والمناسبات دون إفراط ولاتفريط
فوقوعك في الطلاق لايعني أن تحبسي نفسك أو تحكمي على نفسك بالسجن بل كوني منطلقة
وأنسي أنك مطلقة !

((أنظري للحياة بعين النحلة))
نعم أنظري للحياة بعين النحلة التي ترى في جميع الزهور العسل ، ووقوعك في الطلاق لايعني أن الحياة انتهت وأنه قد حكم عليكِ بالإعدام بل في الحياة جوانب جميلة ، فكوني دوماً ((إيجابية في نظرتك)) لاأنسى أبداً قبل عدة سنوات كنت أبحث في قوقل ، فرمى بي قوقل لمنتدى فتح فيه قسم خاص للمطلقات والأرامل والعوانس فأخذت أقرأ في مشكلاتهنّ فتعجبت كثيراً من طريقة تفكيرهنّ ، ومن المواضيع التي ليس فيها سوى التبرم والتشكي والتسخط واليأس والقنوط من رحمة الله والنظرة السوداوية للحياة ، فلاتكوني كهذه الفئة اليائسة القانطة من رحمة الله ، بل اجعلي من الليمون شراباً حلواً ، واجعلي من الصبر عسلاً سائغ شرابه ، واجعلي هذه التجربة لكِ لاعليك ، وأجعلي من المحن منحاً ، واستفيدي من هذه التجربة التي وقعت لكِ بل أنت أفضل من غيرك أنت صاحبة تجربة قيل لأديسون (لقد فشلت ألف مرة حتى اكتشفت الكهرباء ، فقال: بل لقد نجحت ألف مرة ، فقد اكتشفت ألف طريقة لاتصلح )) فانظري لهذه النظرة الإيجابية التي تحول لن أقول الفشل ، بل التجارب وإن أخفقت إلى نجاحات ، بل لايكتسب الإنسان الحكمة الآ مع التجارب.

((الحياة ليست رجلاً))

يتصور البعض أن عجلة الحياة لن تسير إلا بوجود رجل ، نعم وجوده أفضل لكن هذا لايعني أن عجلة الحياة لن تسير بل ستسير وكم هنّ من النجاحات اللاتي وقعن في الطلاق أو الترمل أو لم يقدر الله لها الزواج ومع ذلك سجلن نجاحات تكتب بالتاريخ ولاأدل من ذلك على الصحابيات اللاتي قد تعرضنّ للطلاق والترمل لكن لم يكن ذلك عائقاً لهن ، بل من خلال استقرائي لسير كثير من العلماء وجدت أن أغلبهم أيتام ومن تولت تربيتهم أمهاتهم إذن فأنت تستطعين أن تربي أبنائك أحسن تربية وإن تخلى الأب عن تربيتهم ، وكذلك المحدثة / كريمة المروزية من رواة البخاري لم يقدر الله لها الزواج ومع ذلك خلد الله ذكرها واسمها فكل من قرأ صحيح البخاري فلابد وأنه قد مر عليها ، وهناك الكثير من النماذج المشرقة التي لم تستلم بل سارت وواصلت وكانت مشعل خير وقدمت وخدمت دينها
فإن قدر الله وتزوجت فاستفيدي من تجربتك ، وإن لم يقدر ذلك فالحياة ليست رجلاً

فلاتجلسي غاليتي وتندبي حظك بل قومي ، وشمري

ولاتجعلي للأفكار السلبية عليكِ مدخلاً بل كوني إيجابية في تفكيرك وفي كل شأنك

فالحياة واحدة فلماذا نقضيها في الأحزان والذكريات السلبية

بل علمنا رسولنا صلوات ربي وسلامه عليه الإيجابية فتأملي في حديث الهجرة

فقد كان يطارد وفي وضع صعب ومع ذلك هاهو وهو في أحلك المواقف يبشر سراقة بن مالك بسواري كسرى .

إذن فأنت باستطاعتك غاليتي أن تجعلي ((المحن منحاً)) وأن تجعلي من ((الصبر شراباً حلواً )) فالسعادة والشقاوة مبدأها منك أنت ، فالشخص هو من يصنف نفسه من السعداء أو الأشقياء ، والسعادة كل السعادة في طاعة الله وطلب رضوانه هذا هو السعيد وهذه هي السعادة التي صورها أحد أهل العلم عندما قال: ((لو يعلم الملوك مانحن فيه من السعادة لجالدونا عليها بالسيوف )) فلاتحزني أخيتي على فوات الدنيا ، فالحزن والغبن على فوات الآخرة .

فقومي يارعاك الله وانفضي عنك غبار الحزن وارفعي شعار واحد

((منطلقة لامطلقة ))

فأمتك

ودينك

ومجتمعك

كلهم بحاجتك فأنت فرد مهم .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]